د. محمود عطىة
Attia99200@yahoo.com
حتي ساعتنا هذه لا أظن أن ما تعاني منه الشخصية المصرية التي تم تخريبها علي مهل طول سنوات طويلة وحصارها بالأمية والعلم الزائف والمرض والفقر يمكن علاجها بالدستور.. ولا أحسب ان احاديث السياسيين المليئة بالغزل في الشخصية المصرية حتي يتم الاستحواذ علي اصواتها في الصندوق يمكن ان تصلحها .. وتآمر ديمقراطية الصندوق تغتالنا ولا تعبر حقيقة عن ضمير المصريين ونعرف كيف تساق الاصوات للصناديق ويزين لنا شيطان الانس ان الديمقراطية هي صندوق ..لأن بداهة من يلعب الكورة يفهم فنون الكرة.. ومن يمارس الديمقراطية يعلم ابجدياتها ومتطلباتها وأولها قبول الاخر واعلاء قيمة المواطنة وحرية العقيدة والوطن يسع الجميع والدولة لاتستوعب غير المدنيين لأنها ليست قبيلة ولا بدو رحل ..!
فهل يدرك القائمون علي امورنا -ولا أعرف من هم- ان الجهل والمرض والفقر مازالت حائلا كئودا أمام ممارسة المصريين للديمقراطية.. حتي ان بعضا ممن ينتسبون للاحزاب -زورا وبهتانا – لايؤمنون بمدنية الدولة ولا بالديمقراطية- فهي من فعل الشيطان كما يرون- ولا يعترفون عقائديا بما يسمي فكر المواطنة وقبول الاخر ويعتبرون المرأة نصف انسان لانها ليست رجلا..!
ولا اظن ان من يواصلون الليل بالنهار لصياغة دستور توافقي يرضي عنه المتمسحون بالاحزاب – والاحزاب منهم براء – يؤمنون ان مشكلتنا تحل بالدستور .. وهم أقدر المصريين علي فهم ان معضلاتنا في العقول ولن تنصلح العقول ولو بالدستور..!
المصدر: موقع جريدة الأخبار