بقلم: د. محمود عطىة
Attia99200@yahoo.com
تماما كما يتم استعمار الدول وتجميدها ومنعها من التطور.. يتم استعمار العقل الانساني وتجميده ومنعه من التطور.. واستعمار العقل يتم بعدة أشكال أهمها إلغاء مهمته في النقد والفرز والتفكر بتثبيته علي حقائق وتربيته علي انها نهائية ولا تقبل التغير ثابتة.. والحياة تثبت لنا ما من حقيقة إلا وتتغير بالتقدم العلمي والتكنولوجي وبفهم الإنسان لحقيقة الكون التي لا تكف عن التطور.. حقائق تتبدل في كل فروع المعرفة والعلوم تنفض قديمها باكتشاف جديدها وتصبح حقائق الأمس خرافات اليوم.. ونربي ابناءنا علي أن الحقيقة ثابتة لا تتغير ولا تقبل الجدل ولا المناقشة.!
وما نراه حولنا يؤكد استعمار عقولنا واستعبادها بأفكار نتصور أنها ثابتة لا تتبدل.. من هنا لا نفرز علماء ولا مخترعين او مبدعين لان عقليتنا تربت علي حقائق متوهمين انها لاتتبدل ولاتتغير.. والكون حولنا يتغير ويتسع كل يوم.. الانسان نفسه من طفل إلي شاب إلي كهل.
الحقائق تتبدل وتصبح اوهاما أمامنا .. من تصور اننا يمكن ان نتواصل مع من هم في اقاصي الارض بالصوت والصورة ونحن جلوس في مقاعدنا هنا وتجري أعقد العمليات الجراحية عن طريق النت من طرفي الارض.. ياسادة عقولنا في اجازة مفتوحة.. نحفظ العلم الغربي ونتفوق في حفظه وفي حياتنا خشب مسندة لانتقبل غير ما حفظناه وان تبدل وتغير.. انظر لتلك الجماعة التي تنكل بنا يوميا وترفع شعارات تدغدغ عقول الشباب. طلابنا ينخدعون بها ويتخيلون انهم يجهادون كفرنا وهم فاقدون القدرة علي التفكير لانه تم استعمار عقولهم.