بقلم : د. محمود عطىة
Attia99200@yahoo.com
بعد ما تم اغتصاب النظام السياسي الذي ولد في “سقيفة بني ساعدة” واختار “أبو بكر” خليفة يحكم البلاد والعباد وكان يمكن ان يتطور هذا النظام مدنيا كما بدأ.. لكن تم إجهاضه بعد سنوات ضد رغبة جموع الأمة المسلمة.. ومع هذا الإجهاض بدأت السلطة الملتحفة بالنصوص الدينية تفسر آيات الله لتؤسس ملكا عضودا تتوارثه أسرة واحدة بالتعاون مع فقهاء السلاطين.. منذ ذلك الزمان وتم استخدام الدين لاغتصاب عقول الشعوب المسلمة ومن يعارضها يتهم بالكفر.. وجيش حكامه الجيوش لفتح أراض جديدة تحت شعار يدغدغ عواطف المقاتلين وهو نشر الإسلام.. وبدأ من نصبوا أنفسهم حكاما في اقتناء الجواري وتدريبهن علي الغناء والموسيقي والرقص حتي يصبحن قياناً مختصات بالطرب والغناء لمن يسكنون السلطة.. وشاركهم في ذلك أثرياء الأمة مما خلق تفاوتا اجتماعيا من نوع آخر بين الناس..ما يحزن هو دور الجواري في الفساد السياسي والأخلاقي وتبديد أموال المسلمين..!
ويذكر التاريخ أن “الرشيد” اشتري جارية بمئة ألف درهم وهام حباً بالجارية (ذات الخال) وكان الرشيد قد اشتراها بسبعين ألف درهم ثم منحها لوصيف القصر المدعو حمويه، ودأب علي زيارتها كلما هزه الشوق.. ومات الحاكم الأموي يزيد بن الوليد حزنا علي جاريته الحسناء “حبابة” التي ترك لها شئون البلاد والعباد وطلب ان يدفن بجوارها.. أما المأمون فقد رهن الخلافة بجارية اسمها “عُريب” فكأن قيمة الخلافة لدي المأمون لا تعادل قيمة جارية حسناء.. رحم الله خلفاءنا الراشدين من أرادوا بالأمة خيرا لكن سلاطين الإسلام السياسي اغتصبوا السلطة ومازالوا حتي يومنا يحاولون إذكاء نار الفاشية الدينية..!
المصدر: موقع جريدة الأخبار